تجد في نهاية المقال روابط تحميل نص اللقاء ملف PDF وملف صوتي MP3
جدد إيمانك – #اللهم_أغث_قلوبنا_بالإيمان
اللقاء الأول
نص اللقاء: جدد إيمانك #اللهم_أغث_قلوبنا_بالإيمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه سلسلة لقاءات قصيرة في أقل من خمسة دقائق بمشيئة الله، العنوان العام لهذه السلسلة هو: “اللهم أغث قلوبنا بالإيمان”، عنوان هذا اللقاء هو: جدد إيمانك.
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: “إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ”. صححه الألباني، كما يخلق الثوب أي يهترئ؛ وسبب ذلك أن الإيمان يتأثر سلبا بعدة أمور، أذكر منها اثنين:
الأمر الأول: كثرة الذنوب والكبائر والبدع والأهواء، أسأل الله أن يعفو عني وعنكم،…. قال صلى الله عليه وسلم “إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ]” صححه الألباني.
الأمر الثاني: أن الإنسان ينسى مع مرور الوقت وغفلته في أمور دنياه فيحتاج لمراجعة ما كان يؤمن به كل حين ليرسخ في قلبه فإن فهم الإيمان والعلم به يُنسى كما يَنسى الإنسان الحفظ؛ قال تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” الآية.
“ألقى الشيطان في أمنيته” أي ألقى في تلاوته على سبيل السهو والنسيان ما ليس من الآيات، كما ذكره بعض المفسرون؛ فإذا كان النسيان يطرأ على الرسل عليهم الصلاة السلام! فنحن من باب أولى أن ننسى ومن باب أولى أن نجتهد في معاهدة إيماننا وتجديده.
والإيمان محله القلب وهو الملك، قال صلى الله عليه وسلم “أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ” أخرجه البخاري؛ لذلك في اعتقادنا أهل السنة والجماعة أن الإيمان اعتقاد في القلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
فالسؤال المطروح: كيف نجدد إيماننا؟
الجواب: هناك أسباب تعين على تجديد الإيمان وتقويته وازدياده، منها:
أولا: المداومة على دعاء الله الثبات على الإيمان والهدى وتيسير أسباب ذلك رجاء رحمة الله وخوفا من أن يسلب الإيمان من قلوبنا فنهلك.
ثانيا: التفقه في العقيدة؛ فالعقيدة هي الإيمان، والإيمان هو العقيدة؛ قال جُنْدُبِ رضي الله عنه: ” كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا ” صححه الألباني.
وأشرف العلوم هو العلم بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى وإفراد الله بما يختص به عموما من توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، وتعلم معنى لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد، تعلم شروطها ولوازمها، وتعلم معنى الشرك وأنواعه فإن من كان بالباطل أعلم كان بالحق أشد تمسكا.
ثالثا: المحافظة على الفرائض وما يتصل بها من السنن الرواتب والنوافل قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا” الآية
كذلك الاكثار من تلاوة القرآن قال تعالى: ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم” الآية، وقال سبحانه: “كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا” الآية.
أخيرا :
أود التنبيه على خطأ خطير يقع فيه كثير من الناس وهو قولهم الإيمان بالقلب إذا ما تكلم أحدٌ عن الأعمال الصالحة الظاهرة التي هي من الإيمان كما تقدم.
هذه الكلمة خطيرة على إيمان المسلم وعقيدته؛ لأن الإيمان الذي في القلب ينعكس على اللسان والجوارح بالأقوال والأعمال الظاهرة الصالحة كما في حديث “أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً” المتقدم؛ فما يظهر من أقوال وأعمال هو بمقدار ما في القلب من إيمان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
٨ رمضان ١٤٤٢هـ
هاشم المطيري