تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
عباد الله:
إن الله قدر بمشيئته القدرية وحكمته العلية وجود الشر وأهله إلى يوم القيامة واستمرار الصراع بين أهل الخير والشر ما شاء سبحانه، فتظهر لنا بعض العلل والحكم ويخفى عنا أكثرها والله يقضي لا معقب لحكمه يفعل ما يشاء ويختار لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، قال تعالى: [الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ] الآيات وقال أيضا : [وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا] الآية.
ومن قدر الله الكوني افتراق هذه الأمة الإسلامية كما افترقت الأمم من قبلها روى ستة عشر صحابي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: “افترقت اليهود على إحدى -أو اثنتين – وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة”، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: “ما أنا عليه وأصحابي” الحديث