خطبة استسقاء
الحمد لله الغنيِّ الجواد، الكريمِ الوهاب، المُتواتِر، المُنعِمِ بالخيرات، المُفِيضِ لعظيم البركات، اللَّطيفِ بعباده، كاشفِ شِدَّاتهم، وفارجِ كُرباتهم، ومُجيبِ دعواتهم، والمُتكفِّلِ بأرزاق جميعهم،، فله الحمد على ما أنْعَم، وأشكره على ما تفضَّل بِه علينا وأكرَم،، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وأزواجه وذُريَّته وأصحابه، ثم أما بعد
عباد الله
ان أعظمَ أسباب تأخر الغيث هي ذُنوبُ العباد مِن شركياتٍ وبِدَع ومعاص، وترْكٍ لِما أوجَب الله وفرَض، فإنَّه ما نَزل بالعباد بلاء إلا بذَنْب، ولا حلَّت مُصيبة وكَرْب بالخلق إلا مِن خطاياهم، ولا فشا الفساد في البَرِّ والبحر والجَوِّ إلا بسب السيئات، فقد قال الله سبحانه مُخبِرًا لنا عن ذلك ومًحذِّرَا: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }.
وقال ــ جلَّ وعزَّ ــ: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }.