التصنيفات
خطب الجمعة

الرباط على الطاعة في رمضان #خطبة_جمعة #الجمعة #الجمعه هاشم المطيري

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3


الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محادثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
عباد الله: قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ] الآيات
أياما معدودات يا عباد الله أياما معدودات ثم ينقضي الشهر ويقال غدا عيد الفطر ويفوز بالجوائز أهل الصيام والقيام والذكر يفوز أهل القرآن والصدقة والصبر.
أياما معدودات وانقضى أكثرها ولم يبق إلا القليل، أسأل الله لي ولكم الثبات على الهدى وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.
فيا من فاته الجد والاجتهاد في أول الشهر فإن الفرصة لا تزال باقية قائمة، والأمور بخواتيمها فجد واجتهد، فإنما هي أياما معدودات، ثم تطوى صفحة رمضان والأجور المضاعفات، وما يجد المسلم من سهولة ويسر في القيام بالطاعات؛ فيفرح من جد وصبر من المؤمنين والمؤمنات، [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا] الآية، ويتحسر أهل المعاصي والتقصير والغفلات، [يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ] الآية.


عباد الله: ونحن مقبلون على العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل؛ يزداد فيه المؤمنون عبادة وتقربا ويرجع فيه العاصون توبة وإنابة، وتجد النفس العوامل المشجعة والأسباب الدافعة غيبا وحاضرا إلى فعل الطاعات والاقلاع عن المخالفات؛ لذلك يفرح فيه كل مؤمن ولو كان من العصات المسرفين ولو ارتكبوا الذنوب الكبيرات لعلمهم بسعة رحمة وعفو رب الأرض والسماوات.
عن عائشةَ ــ رضي الله عنها ــ أنَّها قالت: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ”، وصحَّ أنَّها قالت أيضًا: “كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ”.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من رافق الراحة فارق الراحة وحصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة فإنه على قدر التعب تكون الراحة” مدراج السالكين.
عباد الله الذين وفقهم الله للقيام وكثرة تلاوة القرآن والصدقة والإحسان في هذا الشهر المبارك رابطوا على حالكم رباط المجاهدين على الثغور واعلموا أن الرحمة والمغفرة والفضل تتنزل بالصبر على حال التضرع وباليقين بما وعد الله وبحسن الظن بالرحمن الرحيم الجواد الكريم ذو الفضل العظيم.
قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] الآية.

التصنيفات
خطب الجمعة

حال السلف مع القرآن في رمضان #خطبة_جمعة #الجمعة #الجمعه هاشم المطيري

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3


الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محادثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
عباد الله: قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” الآية.
عباد الله: إن من تمام اتباع سبيل المؤمنين معرفة حالهم في مواسم الخيرات والوقوف على فهمهم في تطبيق الأوامر الشرعية عمليا وفي كل الحالات ومن ذلك كيفية اغتنام البر وفضائل العبادات وكيفية ترتيب القيام بالطاعات بحسب ما يقترن بها من الأماكن الفاضلة أو الأوقات؛ فكانوا أهل تدبر للآيات من كتاب الله، وأهل تطبيق لما يمرون عليه من أحكام، ومع ذلك فقد ثبت عن جمع غفير تقديمهم لكثرة ختم القرآن الكريم على تدبره في شهر رمضان المبارك، فكانوا يختمون القرآن الكريم تلاوة في كل يوم من شهر رمضان، بل كان بعضهم يختم في اليوم مرتين ختمة في الليل وختمة في النهار كما ثبت عن الإمام الشافعي رحمه الله وغيره كثير، بل يوجد إلى يومنا هذا كثير من المسلمين ممن تفضل الله عليهم بحسن فهم في عبادة الله من يفعل ذلك ولا غرابة فإن الخير في هذه الأمة باق إلى قيام الساعة.