للاستماع إلى الخطبة أو تحميلها بصيغة mp3 اضغط هنا
لتحميل الخطبة مفرغة نصا ومنسقة بصيغة بي دي اف PDF اضغط هنا
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله إن أعظم الروابط والصلات بين الناس رابطة وصلة الدين، فإنه لا محبة أوثق من محبة الدين، ولا عداوة أشد من عداوة الدين، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًا}، وأخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاثٌ من كُن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان»، وذكر منها: «وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله».
وقال تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ}.
وكذلك هي العداوة في الدين
قال الشاعر:
كل العداواة قد تُرجى مودتها … إلا عداوة من عاداك في الدين
ومن عداوة الدين هو أن يُعادي المسلمون الرافضة الصفويين الذين بنوا دينهم المُحدث والدخيل على أُسس وأصول تُخالف كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مخالفةً لا تجتمع معهما، من ذلك زعمهم أن أئمتهم يتصرفون في الكون ويُنزلون الأمطار ويخلقون من العدم إلى غير ذلك من أفعال الرب التي لم يشرك فيها كفار قريش.
ومن مخالفاتهم لأصل الإسلام دعوتهم إلى عبادة أئمتهم من الدعاء والذبح والاستغاثة والنذر لهم، فهم بهذا يكونون مشركين في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ومن ذلك تكفيرهم لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكفَّروا كل الصحابة إلا تسعًا أو ثلاثًا على خلاف بينهم.
فكفَّروا أبا بكرٍ وعمر وعثمان-رضي الله عن الصحابة أجمعين -، واتَّهموا أمنا أم المؤمنين الصدِّيقة بنت الصدِّيق التي برَّأها الله من فوق سبع سماوات بالزنا تكذيبًا للقرآن، وزعموا أن كتاب الله مُحرَّف وناقص، إلى غير ذلك من عقائدهم الكفرية الكثيرة.
ثم مع شدة مخالفتهم للمسلمين في الاعتقاد ومخالفتهم لكتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم يُبغضون المسلمين بغضًا شديدًا، فسفكوا دماءهم وأزهقوا أنفسهم، وما تاريخ الوزير ابن العلقمي الرافضي عنا بخافٍ، فقد كانت خيانته سبب إسقاط بغداد أيام العباسيين.
ومن جرائم أحفادهم وأتباعهم والمتأثرون بهم إرسالهم الصاروخ تلو الصاروخ إلى مكة بيت الله الحرام وغيرها من مدن بلاد التوحيد ، لكن الله ردَّها بقوته وهو القوي العزيز وخذلهم بعدله وهو العدل الحكيم .
ومن أولئك الرافضة: الحوثيين في بلاد اليمن -أعزها الله بالتوحيد والسنة وعمَّها بالأمن والأمان وطاعة الرحمن-.
هؤلاء الحوثيون أصلهم شيعة زيدية، ثم صاروا رافضة اثني عشرية فنشروها في أرض اليمن، وهؤلاء الحوثيون آذوا أهل الإسلام في اليمن أشد الأذية في دينهم ودنياهم بأمور شتى وبطرق مختلفة يندى لها جبين كل مسلم بل كل إنسان.
ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هم على مُخطط صفوي من ورائه دولة الرفض إيران لأذية أهل الإسلام في السعودية -حرسها الله- وللاستيلاء على الحرمين لنشر اعتقاداتهم الكفرية وأذية أهل الإسلام، كما فعلوا من قبل فإن تاريخهم مليءٌ بجرائم لا تُعد ولا تُحصى في حق حجاج بيت الله الحرام وغيرهم.
عباد الله
ان تعداد جرائم هؤلاء الرافضة وأذنابهم الحوثيين اكبر من أن تحصر في خطبة جمعة لكن ذكرت بعض الشيء دلالة على شدة عداوتهم وتربصهم بأهل السنة وبلاد السنة ومقدسات أهل الإسلام عموما
لذلك وقفت بلادنا في وجوههم لصد عدوانهم ودحر مكرهم ومخططاتهم فهذا جهاد في سبيل الله اكتملت فيه شروط الجهاد الشرعية من قوة تحصل فيها المصلحة وراية إمام وتمايز صفوف وجهاد الرافضة الحوثيين والذي يعتبر جهادهم افضل من جهاد اليهود والنصارى كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فلا يغيب عن اذهانكم هذه الأمور التي ذكرتها مهما طالت الحرب واستشهد فيها من أبناءنا أو أنفقت الدولة فيها الأموال والجهود
فإن كل أعداء أهل السنة ممن يدعي الإسلام ومن ورائهم في هذه الحرب التي لا بد منها من الكفار اليهود والنصارى وكل مبتدع وزنديق فإنها سنة الله الكونية القدرية التي اقتضت استمرارية الصراع بين أهل الحق والباطل حتى تقوم الساعة. ولو لم يكن لنا أعداء في الدين لشككنا في موافقتنا للحق واتباعنا لسنة رسول الله
فإن أهل الحق مبتلين بالاذى من أهل الباطل ولو كان لأحد أن يسلم من ذلك لكان للرسل والأنبياء
قال تعالى “الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)”
الخطبة الثانية
الحمد لله على احسانه والشكر لله على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له تعظيما لشانه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه اما بعد
فاتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا انكم غدا بين يدي الله موقوفين وعلى تفريطكم وزلاتكم نادمين وسبعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
عباد الله بعض الجهال يحسب ما تقوم به بلادنا من وأد للشر في مكانه واستباق للاعداء قبل تمكنهم يحسبون إن هذا ترف أو عدوان على بلد آخر أو يظن أن هناك خيارات افضل ويخوض في أمور لا يفقه فيها ويفتات على أولياء الأمور في آراء لم يسأل عنها ولو يعلم بعض الشرور التي تدفع عنه بحكمة أولياء الأمور لما استطاع أن ينام أو يستريح فالواجب على أمثالنا الدعاء بالتوفيق والنصر لولي الأمر والجنود الذين يقاتلون ويقتلون لننعم في بيوتنا مع زوجاتنا واولادنا فاللهم انصرهم على عدوك وعدوهم وكن لهم ولا تكن عليهم اللهم احفظهم من كل سوء ومكروه ومن كل عدو ومعتوه اللهم داوي جرحاهم وتقبل موتاهم في الشهداء واصلح نياتهم وآمن روعاتهم وسدد رميهم
. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها
عباد الله
أن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون واقم الصلاة.
١٧ ذو القعدة ١٤٤١هـ
جامع الصغير حي إشبيلية الرياض
هاشم المطيري
http://hashim.info