التصنيفات
خطب الجمعة

خطورة الدعاوى الكيدية والظلم

تجد في نهاية الخطبة روابط تحميلها ملفات PDF وملف صوتي MP3


الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة.
عباد الله: يقول الله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” الآية.
وأخرج البخاري عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّما أنا بَشَرٌ وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِي علَى نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النَّارِ.” الحديث
وقال تعالى: “وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا” الآية

قال بعض المفسرين ومنهم الإمام ابن سيرين رحمه الله: نزلت الآية في يهودي بريء. تأملوا عباد الله عدل الله وهو العدل الحكيم؛ حتى اليهودي في شريعة الإسلام التي ندين بها لله لا يُظلم ولا يُبهت. فلا تغفلوا عباد الله عن سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول كما في قوله “ولن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا” الآية
فمن ظلم؛ سلط الله عليه من يظلمه ومن استغل قوة حجته وفصاحة لسانه أو كثرة ماله لاستخدام المحامين في أخذ ما لا يستحق أو أي صورة من صور البغي والظلم سلط الله عليه من يفعل به كما فعل بغيره؛ هذا معنى قوله تعالى: “ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله” الآية
كما أن سنة الله أي طريقة عقوبة الله لا تتبدل ولا تتحول فمن أحسن أحسن الله إليه وزيادة ومن ظلم عاقبه الله كما عاقب القرون الأولى من قبل حينما ظلموا أنفسهم أو ظلموا بعضهم بعضا؛ أي أن الله لا يغير سنته في خلقه
قال تعالى “وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون” الآية
 
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
“وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم : فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمَّالُهم – اي أمراءهم – ظهرت في صور أعمالهم . وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم . ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها” انتهى كلامه رحمه الله
فالعبد المؤمن يا عباد الله في كل شأنه مع نفسه ومع الخلق يستحضر قدرة الله وقوته وقهره على مخلوقاته ويستغفر الله فيما مضى ويرد المظالم إلى أهلها قبل أن يلقى الله فلا درهم ولا دينار وقتها وإنما يُؤْخذ من حسناته حتى إذا انقضت أخذ من سيئات من ظلمهم وطرحت عليه وكب في النار والعياذ بالله. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد
اتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا أنكم غدا بين يدي الله موقوفون وعلى أعمالكم وزلاتكم محاسبون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون
صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” الآية اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين وأذِلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداءك أعداء الدين اللهم آمنا بدورنا وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم اشف مرضى المسلمين وداوي جراح المجروحين وأتمم الصحة والعافية علينا وعلى عبادك المسلمين.
ربنا اتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
وأقِم الصلاة.                        

٢ جمادى الثاني ١٤٤٢هـ
هاشم المطيري

لتحميل الخطبة ملف PDF إضغط هنا

لتحميل الخطبة ملف MP3 إضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.