تجد في نهاية الخطبة روابط تحميلها ملفات PDF وملف صوتي MP3
شهر رجب
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة.
عباد الله
إن شهر رجب من الاشهر الحرم قال تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، فاحذروا أشدَّ الحذر أنْ تَظلِموا أنفسَكم في هذا الشهر وباقي الأشهر الحُرُم بالسيئاتِ والخطايا، والشِّركياتِ والبدع، والفِسقِ والفجور، والظلمِ والعدوان، والقتلِ والاقتتال، والغِشِ والكذِب، والغِيبةِ والبُهتان، والحسدِ والغِلّ، فإنَّ الله ــ جلَّ شأنه ــ قد زجرَكم عن ذلك فقال سبحانه: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، فإنَّ السيئات تَعظُمُ وتشتدُّ، وتَكبُرُ وتتغلَّظُ في كل زمانٍ أو مكانٍ فاضل، وقد ثبتَ عن قتادةَ التابعيِّ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: ((إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا”
فكما أن اصطفاء الله لهذه الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص سببا في مضاعفة الحسنات كذلك هو موجب لتعظيم السيئات.
عباد الله
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن السلف الصالح شيء في فضل صلاة أو صيام في شهر.
قال الحافظُ ابن حجرٍ العَسْقلاني الشافعي ــ رحمه الله ــ: “لم يَرِد في فضل شهر رجبٍ، ولا في صيامه، ولا في صيام شيءٍ مِنه مُعيَّن، ولا في قيام ليلةٍ مخصوصةٍ فيه، حديث صحيح”.
أما بخصوص الإسراء والمعراج فقد
قال الفقيه ابنُ دِحْيَةَ المالكي ــ رحمه الله ــ: “وذَكرَ بعضُ القُصَّاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب”
فإذا كان الأمر كذلك فإن الاحتفال به بدعة بنيت على كذب ظلمات بعضها فوق بعض.
عباد الله: احتفال ديني لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا أئمة الإسلام من بعدهم فأي خير يرجى منه بل هو اتهام لهم بالتقصير في الدين وعدم تبليغه وهذا مخالف لوعد الله بحفظ دينه.
عباد الله: لم يثبت في فضل شهر رجب إلا العمرة فقد ثبتت عن جمع من السلف كما حكاه الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله وغيره، وهو ما أفتى به الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
فإن العمرة في رجب افضل من العمرة في رمضان على ما للعمرة في رمضان من فضل عظيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا انكم غدا بين يدي الله موقوفون وعلى أعمالكم وزلاتكم وتفريطكم نادمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” الآية اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذِلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداءك أعداء الدين اللهم آمنا بدورنا وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أصلحنا جميعا رعاة ورعية ووفق إمامنا لما تحبه وترضاه وارزقه البطانة الصالحة الناصحة.
اللهم انصر جنودنا على الثغور وفي كل مكان اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك وكن لهم ولا تكن عليهم احفظهم وتقبل موتاهم في الشهداء وداو جراحهم وردهم إلى ذويهم سالمين غانمين ولا تحرمنا وإياهم الأجر يا أرحم الراحمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار. التواب الرحيم. وأقم الصلاة.
٧ رجب ١٤٤٢هـ
هاشم المطيري