تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3
عداوة أهل الكتاب والمشركين للإسلام والمسلمين
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
عباد الله: قال تعالى: [وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ] الآية، وقال:[وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتَّىَ يَرُدٌّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَت أَعمَالُهُم فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ] الآية، وقال:[لاَ يَرقُبُونَ فِي مُؤمِنٍ, إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ المُعتَدُونَ] الآية، وقال:[كَيفَ وَإِن يَظهَرُوا عَلَيكُم لاَ يَرقُبُوا فِيكُم إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرضُونَكُم بِأَفوَاهِهِم وَتَأبَى قُلُوبُهُم وَأَكثَرُهُم فَاسِقُونَ] الآية، وقال:[وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ] الآية، وقال:[ إِن تَمسَسكُم حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَإِن تُصِبكُم سَيِّئَةٌ يَفرَحُوا بِهَا وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرٌّكُم كَيدُهُم شَيئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعمَلُونَ مُحِيطٌ] الآية، وقال:[إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُم عَدُوًّا مٌّبِينًا] الآية.
عباد الله: إن عداوة الكافرين والمشركين من أهل الكتاب والوثنيين واللادينيين من الملحدين والعلمانيين عداوة كل هؤلاء للإسلام والمسلمين وبلدانهم أظهر من أن يشار إليها وأوضح من أن تذكر لعاقل لكن عمى القلوب والأبصار أسأل الله السلامة لي ولكم قد ابتلي به كثير من خلق الله من المسلمين وغيرهم فكان واجب التحذير والتذكير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
إن ما تفتريه دول الكفر وأبواقها الناعقة وما يردده أذنابهم العملاء المتحدثون باللغة العربية وليسوا من أهلها وأغلبهم ليسوا على دين الإسلام فضلا أن يكونوا من أهل السنة والجماعة.
كل تلك البلبلة المتكررة والشوشرة المتكاثرة حول هذا البلد الأمين وقياداته وحول أهله ورجالاته ما هي إلا صياح على قدر آلامهم وضياع أحلامهم وفساد مكرهم ومخططاتهم. فأصبحوا يتخبطون يمنة وشمالا لا يعرفون ما ينتقدون ومن أين يدخلون حصن هذه القلعة القوية بقوة الله والعزيزة بعزته سبحانه وتعالى حتى أضحكوا العالم على غريب اتهاماتهم وعجيب استنتاجاتهم وضعف حجتهم ووهن حيلتهم ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عباد الله : واجبنا كمسلمين موحدين متمسكين بالسنة وسبيل المؤمنين:
أولا الدفاع عن دين الله والمرسلين والاصطفاف مع أولياء الأمور وهذا البلد الأمين
ثانيا تحصين أنفسنا وذرارينا ومن حولنا وتحت أيدينا من شبهات الكافرين والمبتدعين من أعداء أهل السنة السلفيين فلا نصغي بأسماعنا لكل من نعق ولا نرخي آذاننا لمزاميرهم الآثمة وأبواقهم الكاذبة فضلا عن مقابلة شاشاتهم المبهرجة بكل شهوة وشبهة وفتنة ومحنة فالمسلمون وقتهم ثمين وشغلهم كل حين ما بين عبادة في الدين أو في حاجاتهم مشغولين والله سائلهم يوم الدين عن أوقاتهم وأعمارهم فيما قضوها وكيفما أفنوها وفي الأثر العظيم “من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه” فكيف بمن اغتر بالكافرين وصدق افتراءاتهم في حق المسلمين.
عباد الله: عندما طفح خلاف الكفار فيما بينهم وظهر على الملأ سارعوا إلى إسكات تلك الأصوات ضاربين عرض الحائط بالحقوق والحريات وما أزعوجنا به من الإنسانيات والنظريات والمصيبة لا زالوا يطالبوننا بحفظ حقوق الأقليات من شواذ المجتمعات وعملائهم من الليبراليين والنسويات وحتى من عملاء الإرهاب من الجماعات.
عباد الله آن الأوان أن نلتف حول قيادتنا أكثر وأن نحمل على عاتقنا أمن بلادنا ونستشعر ونتيقن من نصر الله وولايته ونحسن الظن به وعلى الأذى نصبر وأن نشرك ولاتنا في دعائنا لله ونلح ونكثر فإن أقل واجباتنا الدعاء لهم بالتوفيق والظفر وتأليف القلوب عليهم بما يجمع ولا ينفر فهذه عقيدة أهل السنة والأثر فلا يصرفنكم عنها شياطين الجن البشر.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:
عباد الله: بلغ فرعون وقومه من القوة والتكبر أن استعبدوا بني إسرائيل ثم أهلك الله بقوته فرعون وقومه وأورث موسى عليه السلام ومن تبعه الأرض من بعدهم وذلك بسبب يقينهم وهو أعلى مراتب الإيمان وبسبب صبرهم على فرعون في سبيل الله قال تعالى:[وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلْأَرْضِ وَمَغَٰرِبَهَا ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْ ۖ …] الآية
وفي موضع آخر قال سبحانه[وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ] الآية. فاصبروا عباد الله وتيقنوا من نصره لأوليائه واعملوا صالحا وتوكلوا على الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم من أراد بلادنا هذه وبلاد المسلمين عامة بسوء فاللهم أشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره واجعل دائرة السوء عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم وفق إمامنا وعبدك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد عبدك محمد بن سلمان اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الكفار وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة من المؤمنين الأبرار وأصلحنا جميعا رعاة ورعية كبارا وصغار.
اللهم انصر جنودنا المدافعين عن بلد التوحيد والسنة هذا البلد الأمين على الثغور وفي كل مكان وفي كل مجال وعنوان، اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك وكن لهم ولا تكن عليهم، تقبل من مات في سبيلك في الشهداء وداو من تأذى لتكون كلمتك هي العليا، ورد من جاهد أعدائك إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين ولا تحرمنا وإياهم الأجر يا أرحم الراحمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
٢١ رجب ١٤٤٢هـ
هاشم المطيري