التصنيفات
خطب العيد والاستسفاء

خطبة عيد الفطر – هاشم المطيري #الجمعة

الخطبة الأولى:
(1) الله أكبر، (2) الله أكبر، (3) الله أكبر، (4) الله أكبر، (5) الله أكبر، (6) الله أكبر، (7) الله أكبر، (8) الله أكبر، (9) الله أكبر.
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا ان هدنا الله الحمد لله المتفضل علينا بالهدى والإيمان والطاعات الحمد لله الذي أتم علينا نعمه السابغات وأشهد أن لا إله إلا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات وأشهد أن محمد عبده ورسوله المبعوث رحمة بالآيات البينات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
قال تعالى ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: من العبادات العظيمة والطاعات الجليلة في هذا اليوم المبارك يوم عيد الفطر إظهار الفرح والسرور قولا وفعلا ومن ذلك تهنئة المسلمين بأحسن القول والدعاء ومقابلتهم بوجه بشوش وابتسامة صادقة
ذكر ابن حجر بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: “كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك”.


الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: اتقوى الله ربكم في بر والديكم وإخوانكم اتقوى الله في صلة أرحامكم وأقاربكم ومن لهم حق عليكم فإن قطيعة الرحم سبب في لعنة العبد وطمس بصيرته قال تعالى [فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ] الآيات. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» متفق عليه.
فاغتنموا عباد الله يوم العيد فإنه فرصة لتجديد الألفة والمحبة وترك الهجر والبغضاء والقطيعة والشحناء بين الأهل والإخوة وعموم الأقارب فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» متفق عليه.
تذكروا عباد الله أن الألفة بينكم من أعظم نعم الله عليكم قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.
عباد الله: بالشكر تزيد النعم وتدوم قال تعالى [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ].
فاشكروا الله الذي وفقكم للصيام والقيام وتلاوة القرآن اشكروه بلزوم الطاعة والإيمان اشكروا الله بالقيام بالفرائض والنوافل صلاة وذكرا تلاوة وشكرا صدقة وصلة قال تعالى [ اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور] الآية.
الله أكبر الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اعلموا عباد الله أن للدين قاعدين اثنين الأولى أن الله خلقكم لعبادته وحده لا شريك له فقال سبحانه[ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون] كما أنه سبحانه وتعالى ما أرسل الرسل إلا لعبادته وحده لا شريك له فقال [ ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت] كذلك ما أنزل الله سبحانه الكتاب إلا لنفس الغاية وهي عبادة الله وحده لا شريك له فقال [كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله ].
فإذا علم هذا فأخلصوا العبادة لله.
القاعدة الثانية أن الله لا يُعبد إلا بما شرع في كتابه الكريم وما ثبت عن رسوله الأمين بفهم السلف الصالح من الصحابة الميامين والتابعين وتابعي التابعين وأئمة الهدى والدين.
فالأمر إخلاص ومتابعة وسمعنا وأطعنا ليس لي أو لك أو لكل من اعتلا منبرا أو منصة أو عظمه الناس شهرة ومحبة وإنما الأمر كتاب وسنة بفهم سلف الأمة ولا يكفي الكتاب والسنة بغير فهم سلف الأمة فإن الله رتب العقاب على مخالفة سبيل المؤمنين فقال [ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا]
ثم اعلموا معاشر المسلمين أن لعموم المسلمين الذين لا يحسنون معرفة الأحكام الشرعية من الأدلة والنصوص تقليد من يثقون به من علماء المسلمين وأن الله محاسبهم عن تفريطهم في تقليد من هو ليس أهلا لذلك فاجتهدوا في تمحيص العلماء الثقات واختيار أهل العلم الراسخين كي تبرأ ذمتكم فقد قال الإمام الاوزاعي: “اتقوا الله معشر المسلمين، واقبلوا نصح النّاصحين، وعظة الواعظين، واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمَن تأخذون، وبمَن تقتدون، ومَن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلّهم مبطلون، أفّاكون، آثمون، لا يرعوون، ولا ينظرون، ولا يتّقون، ولا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون، ويقولون ما لا يعلمون في سرد ما يذكرون وتسديد ما يفترون؛ والله محيط بما يعلمون، فكونوا لهم حذرين، منهم هاربين، رافضين، مجانبين؛ وإنّ علماءكم الأوّلون، ومَن صلح مِن الآخرين كذلك كانوا يفعلون ويأمرون؛ واحذروا أن تكونوا على الله مظاهرين، ولدينه هادمين، ولعراه ناقضين موهنين، بتوقير المبتدعين والمحدثين؛ فإنه قد جاء في توقيرهم ما تعلمون، وأيّ توقير لهم أو تعظيم أشدّ مِن أن تأخذوا منهم الدّين، وتكونوا بهم مقتدين، ولهم مصدّقين موادعين، مؤالفين، معينين لهم بما يصنعون، على استهواء مَن يستهوون، وتأليف مَن يتألّفون مِن ضعفاء المسلمين، لرأيهم الذي يرون، ودينهم الذي يدينون؛ وكفى بذلك مشاركةً لهم فيما يفعلون”
الله أكبر – الله أكبر – الله أكبر – لا إله إلا الله – الله أكبر الله أكبر – ولله الحمد

الخطبة الثانية:
(1) الله أكبر، (2) الله أكبر، (3) الله أكبر، (4) الله أكبر، (5) الله أكبر، (6) الله أكبر، (7) الله أكبر.
الحمد لله الكريم المنان والصلاة والسلام على المبعوث من عدنان وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان، أما بعد:
فإن من أعظم نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة هي نعمة توحيد الله سبحانه وتعالى وظهور سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا أضرحة تعبد ولا قبور تشيد ولا ترى بدعا ظاهرة قائمة ولله الحمد والمنة.
نعيش في بلاد شرفها الله بالحرمين وأمنها الخوف والجوع تجبى إليها ثمرات كل شيء ورزقها ربها من الطيبات في كل حين وولى علينا حكاما منا وفينا نحبهم ويحبوننا خيرهم ظاهر وسيرتهم عطرة فاللهم لك الحمد والشكر على آلائك ونعمائك عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله عظموا شأن الجماعة ووحدة الصف في هذا البلد الأمين واعلموا أنه لا تقوم جماعة إلا بإمام ولا إمامة إلا بطاعة وصبر، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاهلية» متفق عليه.
وعن ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية». رواه مسلم.
فاقطعوا الطريق على من يريد تمزيق جماعتكم ووحدتكم وذهاب ما بأيديكم من نعم ومكتسبات، كونوا عقلاء حكماء فإن ما يبهرج من أفكار ثورية ومناهج نقدية وثقافة ديمقراطية باسم الإصلاح أو النصيحة أو الإنكار والفضيلة قد أذهب بنعم من حولكم فشتت شملهم وشرد جمعهم وجعلهم شذر مذر في بقاع الأرض كما ترون وتشاهدون والسعيد من اتعض بغيره.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأهل السنة وأذل الشرك والمشركين وأهل البدعة
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين عبدك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده ووزراءه وأعوانه اللهم احفظهم بحفظك وأيدهم بقوتك واجعل عملهم في رضاك واكفهم شر الأشرار وصوارف الليل والنهار اللهم أصلحنا جميعا رعاة ورعية وخذ بنواصينا إلى البر والتقوى واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم اغفر لوالدينا جميعا أحياء وأمواتا وارزقنا برهم وحسن صحبتهم والعون على شكر فضائلهم.
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وأتمم الصحة والعافية علينا وعلى جميع المسلمين وأسبغ علينا نعمك وارزقنا شكر آلاءك ووفقنا لما فيه خيري الدنيا والآخرة يا رحمن يا رحيم
اللهم أحينا على التوحيد والسنة، وأمتنا عليهما
اللهم اجعل أعيادنا أيام فرح وشكر، اللهم ألِّف بين قلوبنا على ما تحب وترضى
اللهم تقبَّل صيامنا وسائر عباداتنا اللهم تقبَّل منا رمضان وأعده علينا أعوامًا عديدة وأزمانًا مديدة.
والحمد لله رب العالمين. عيد الفطر
١ شوال ١٤٤٣هـ
هاشم المطيري

لتحميل الخطبة ملف PDF اضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.