التصنيفات
خطب الجمعة

السلفية هي سبيل المؤمنين – هاشم المطيري #الجمعه

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة.
عباد الله : قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ الآية، ذكر الطبري وغيره من أهل التفسير أن هذه الآية عامة في كل كافر فارق دين الله من اليهود والنصارى أو من المسلمين المرتدين وكذلك في كل مبتدع تفرق عن جماعة المسلمين وأصبح فرقة مستقلة، وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي». قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث الافتراق هذا والذي رواه ستة عشر صحابيا هو أصل في الدين.
عباد الله : إن افتراق الأمة قدر كوني قدره الله كونا ولم يقدره شرعا فإن الله يدعو عباده إلى الاجتماع على الحق والاعتصام بحبله المتين، لكنه سبحانه وتعالى يعلم بعلمه الغيب أن الافتراق سيحصل لأنه أعطى الإنسان إمكانية الاختيار إما شاكرا وإما كفورا، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ الآية.