تجد في نهاية الخطبة روابط تحميلها ملفات PDF & MP3
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
عباد الله:
فإن الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق ونهى عن التفرق والاختلاف قال تعالى: ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون”، وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه : ” وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون”.
وإنما يكون اتباع صراط الله المستقيم بالاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنّ مِن السبل التي نهى الله تعالى عن اتباعها المذاهب والنحل المنحرفة عن الحق، فقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ثم قال : ” هذا سبيل الله مستقيماً”، ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلاّ عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ : ” وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله” رواه الإمام أحمد.
قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ” فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتقرق بكم عن سبيله” وقوله : ” أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” ونحو هذا في القرآن، قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمِراء والخصومات في دين الله.
والاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو سبيل إرضاء الله وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والوقاية من الشرور والفتن، قال تعالى : “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”.
//
فعُلم من هذا : أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة. وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان المسلمين، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئاً بالشرور والفتن، ومن رَحِمها خرجت جماعاتٌ إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فساداً مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.
ومما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.
فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها.
والله نسأل أن يحفظنا جميعاً من كل شر وفتنة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى ثم احذروا فإن الشر لا يأتي من باب الشر وحسب وإنما يأتي من باب الخير وهذه الجماعات إنما هي تجمع عقائد الفرق الضالة المنحرفة في تاريخ الإسلام وتجمع تحت مضلتها كل مبتغ للشهرة والمال لا يتق الله ولا يرعوي ولا يحسب لآخرته.
وهذه الجماعات كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ والدعوة أو ما يسمى بالأحباب إنما ظهرت حينما أفل الاستعمار التقليدي وخرج من بلدان الإسلامية فيما يقارب المائة سنة فكانتا فيما يرى علما يقينا بديلا للاستعمار ولكن بشكل آخر أخطر وأفتك في الإسلام
لأنهم يفتون في عضد الإسلام من الداخل وقد ذكر أئمة السلف أن الخطر في الإسلام يأتيه من الداخل وليس من الخارج
لذلك ذكر ابن هبيرة الوزير أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ترك قتال الكفار على الثغور واشتغل بقتال الخوارج لأن حفظ رأس المال مقدم على طلب الربح.
وقد سأل الخليفة المتوكل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن يولي بعض أهل البدع على بعض المناصب فقال أحمد: ول اليهود والنصارى ولا تول أهل البدع والأهواء. وكلام كثير نحو هذا عن أئمة السلف
وفي حديث ثوبان عند مسلم والشاهد “… وإنِّي أُعطيكَ لِأُمَّتِكَ ألَّا أُهلِكَهم بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا أُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن سوى أنفسِهم فيستبيحَ بَيْضَتَهم ولوِ اجتَمَع عليهم مِن أقطارِها أو قال : مَنْ بَيْنَ أقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا ويَسبي بعضُهم بعضًا… ” الحديث
ومعنى هذا أن الإسلام لن يتسلط عليه أعداء الخارج وإنما يأتيه الخطر من الداخل فالحذر الحذر فليس كل دعوى صحيحة وليس كل مبتغ للخير يصبه كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه
وجماعة الإخوان المسلمين قد جمعت بين صفوفها حتى الكفار من يهود ونصارى وشيوعيين وملحدين فإنها مضلة بحق تجمع تحتها كل مبتغ للشهرة للمال والرئاسة.
وينبغي بعد كل هذا التاريخ وكل هذه الحقائق التي ظهرت عن هذه الجماعة أن لا يغتر فيهم أحد ولا بدافع عنهم أحد ولا يتعاطف معهم أحد.
وقد ذكر عن عقبة بن علقمة قال :” كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل الـمجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطاة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي، وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛ هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يُحذروا إذا لـم يُشاد بذكرهم”
فالحذر الحذر فإن التعاطف مع هؤلاء خطير على عقيدة المسلم ثبت عن الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه” لو أن رجلا صام الدهر كله وقام الدهر كله وقتل مظلوما بين الحجر والمقام لحشره الله مع من يرى أنه على هدى”
لم تنفعه احتراقه في العبادات وحاله التي قتل عليها مظلوما
إنما حشره الله مع من ير انهم على هدى.
فإن الخوارج لم تنفعهم كثرة الصلاة مع سواء المعتقد نسأل الله أن يديم علينا وعليكم الأمن والأمان.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم آمنا بدورنا وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك
اللهم من أراد بلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه واجعل دائرة السوء عليه واجعل تدبيره في تدميره يا أرحم الراحمين كائنا من كان من المسلمين أو الكافرين.
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه اللهم اجعل عمله في رضاك اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة واصلحنا جميعا رعاة ورعية
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة انك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
ربنا اتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
عباد الله
أن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
وأقم الصلاة