التصنيفات
خطب الجمعة

الإرجاف من صفات المنافقين – هاشم المطيري #الجمعة

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3


الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ الآية.
عباد الله: إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة السمع والطاعة لولي الأمر ومن ينوبه في غير معصية الله، كما أن من أصول اعتقادهم أيضا تأليف قلوب الناس على أميرهم وجمع شتات الناس حول ولي أمرهم جمعا للمسلمين ورصا لصفهم تقوية لهم أمام عدوهم في الخارج من المشركين والكفار وفي الداخل من المبتدعة والفجار؛ وتفصيل ذلك في نشر ما من شأنه تحقيق ذلك من محاسن ولاة الأمور وما أكثر محاسن ولاة أمورنا وكذلك مواجهة وإماتة كل ما من شأنه الإرجاف في المجتمع المسلم أو تحريضهم على ولاة أمورهم وشق عصا الطاعة وتفريق وحدة الجماعة وتفصيل ذلك أيضا افتيات المؤبوؤون بالأفكار الثورية والمعتقدات الخارجية السبئية باسم النصيحة والإنكار وبلباس ثوب الدين والوقار وهم والله كذبة فجرة يسيرون على خطى أسلافهم الخوارج السبئية الذين كانوا يتمثلون أوامر مرشدهم اليهودي عبد الله بن سبأ حين قال “أظهروا الطعن على أمرائكم تستميلوا الناس أظهروه باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” انتهى كلامه.


فاعتبروا عباد الله ولا تكونوا مذاييع بذر تطيرون مع كل ناعق ويحرككم كل فاسق وترخون أسماعكم لكل مرجف ولكل إشاعة وتخوضون في كل أوحال الجهالة فإن المسلم السني الذي طهر قلبه من الغل على جماعة المسلمين وإمامهم يحمل كل ما يصدر عن الأمير على أحسن محمل حفاظا على وحدة الصف وسلامة المجتمع المسلمين بينما المنافق أو الخارجي والذي تربى على منهج الثوار والفجار تجده يتكلف صرف الحسنة بالتشكيك في نية الأمير ويلتقط السيئة بمنقاش الإرجاف والافتيات ولو كان الأمر محتملا فإنه لا يحمله إلا على أسوأ وجه بسبب غله وحقده على جماعة المسلمين وإمامهم وبسبب سخيمة قلبه ووجهه الذي نشأ على منهج الخوارج الثوار والسبئية الفجار.
عباد الله هؤلاء الذين يتكلفون التشكيك في توجيهات ولاة الأمور التي يؤيدها أهل العلم سباقا ولاحقا بالعلم والدليل والبينة والبرهان كانوا يتكلفون الدفاع عن رموز حزبهم الذين يشرعون العهر والدعارة وشرب الخمر والدياثة من رؤساء الأمصار والأقطار من حزبهم المأفون أقول مذكرا بتاريخهم القريب كي لا يغتر العاقل بتشكيكهم الخاوي من الحجج الشرعية والعقلية والمليء بالعواطف والتهويل فانظروا في هؤلاء وتذكروا سيرتهم بالأمس واربطوا هذه بتلك واسألوهم عن المنكرات الواضحات البينات كيف تكلفوا الدفاع عنها وتقويمها وكيف هم الآن يشككون في سلامة أمر شرعي عليه فتوى أهل العلم الثقات أمثال ابن باز والالباني وابن عثيمين والفوزان والمفتي وكثير من اهل العلم والعرفان رحم الله جميعا وحفظ الأحياء منهم ومتع بهم.
عباد الله : إن لكل أمر شرعي دافع ومقتض ومن زاد في شرع الله من غير دافع شرعي فهو مخالف معتد. أرأيتم لو جهر الداعي في دعائه أثناء سجوده كما يجهر بدعائه أثناء قنوته، هل وافق الصواب أم اعتدى وخالف واستحق العقاب؟
إن استعمال المكبرات الصوتية للأذان كان له دافع شرعي لذلك كان يصعقد بلال رضي الله عنه على سطح بيت ليرفع الأذان ولم يفعل ذلك في الإقامة ومن باب أولى لم يثبت رفع الصوت بالقراءة بل الأحاديث والآثار على عدم رفع الصوت بالقراءة بالإضافة إلى أن لصوت الإمام أحكام شرعية تترتب على بلوغه خارج المسجد أثناء قراءته لذلك لا يخوض في الأحكام الشرعية إلا من كان أهلا لذلك ولا يخوض في أوامر الأمير وشؤون العامة على الملأ ومن عوام الناس وأتباع عبد الله بن سبأ إلا ظالم لنفسه مبين.
ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر لله على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:
عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا أنكم غداً بين يدي الله موقوفون وعلى زلاتكم نادمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
عباد الله لماذا يحاول بعض الجهال والمعتدين أن يجعلوا من ضبط أمور المجتمع في دينه وشأنه عموما محاربة لله ورسوله وإرادة للكفر والفساد بينما يتحسرون على وقت الفوضى واجتهاد كل جاهل ومتحمس، عباد الله إننا في مجتمع قد أنعم الله عليه بولاة يريدون نقلنا إلى الأحسن في كل أمورنا في عالم يموج بالفوضى والفتن والحروب والدمار والفقر والتخلف وكل هذا ليس بخاف عليكم فلماذا يخفى عليكم أسباب هذه العقوبات فلا تعتبروا وتلدغون في كل مرة من نفس الحجر ولا تحذروا.
عباد الله لا يزايد على مجتمعنا رعاة ورعية إلا من يحمل الغل علينا حسدا وحقدا أو جهلا وسفاهة فخذوا على أيدي سفاهكم واصبروا على تربية أولادكم على عقيدة أهل السنة والجماعة واحذروا عقيدة الخوارج والثوار الذين لم يورثوا إلا خراب الدين والديار وتسلط الأعداء والكفار.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذِلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداءك أعداء الدين اللهم من أراد بلادنا هذه وبلاد المسلمين عامة بسوء فاللهم أشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره واجعل دائرة السوء عليه يا قوي يا عزيز.
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه واجعل عمله في رضاك وارزقه البطانة الصالحة الناصحة وأصلحنا جميعا رعاة ورعية.
اللهم انصر جنودنا المرابطين على الثغور وفي كل الميادين اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم وحقق فيهم أسباب نصرك المبين يا ذا الفضل العظيم.
اللهم تقبل من مات منهم في الشهداء وداو من تأذى منهم وردهم إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين ولا تحرمنا وإياهم الأجر يا أرحم الراحمين.
ربنا اتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
٢٣ شوال ١٤٤٢هـ
هاشم المطيري

لتحميل الخطبة ملف PDF إضغط هنا

لتحميل الخطبة ملف MP3 إضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.