التصنيفات
خطب الجمعة

فضل وأحكام الأيام العشر الأول من ذي الحجة – هاشم المطيري #الجمعة

تجد في نهاية الخطبة روابط تحميلها ملف PDF وملف صوتي

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة.

عباد الله: انا على أبواب أيام مباركة، هي أيام العشر الأول من ذي الحجة قال تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) قال ابن عباس رضي الله عنهما هي عشـر ذي الحجة. فأقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولا يقسم إلا بشئ له شأن.

وهي الأيام التي أتمها الله لموسى عليه السلام كما في قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهي الأيام المعلومات التي قال الله فيها : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) في قول أكثر المفسرين.  وقد أخرج البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) . وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }

فهي أفضل أيام العام على الإطلاق وقد يكون السبب في ذلك أنه يتهيأ فيها اجتماع أمهات العبادات وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يمكن اجتماعها كلها في غير هذه العشر فمن بلّغه ربه هذه العشـر فليشكر نعمة الله عليه بالاجتهاد فيها بما يطيق من أنواع الطاعات. رواه الدرامي عن سعيد بن جبير رحمه الله أنه كان إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه . عباد الله:   إن هذه العشر الفضيلة فيها أعظم أيام العام ألا وهو يوم عرفة والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في صيامه (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) رواه مسلم.

عباد الله:  ومن الأعمال الصالحة المستحبة في هذه العشر الاجتهاد في التكبير والتهليل والتحميد: وقال الإمام البخاري رحمه الله: (كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما). والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة. وصفة التكبير أن يقول الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد وإن جاء بغيرها مما ورد فلا بأس. ولكن الممنوع هو أداء التكبير أو التلبية بأصوات جماعية إذ لا دليل عليه. كما أن تلحين الذكر عموما وترتيله أو التغني به كما في تلاوة القرآن بدعة محدثة، فالواجب أن يرفع الصوت به من غير ترتيل أو تلحين فإذا زاد على ذلك أن كان الذكر بصوت جماعي فهذا أكثر إحداثا وبدعة. ويبدأ التكبير من دخول العشـر إلى صلاة العيد وهو التكبير المطلق أي في كل وقت أما أيام التشـريق إلى آخرها فيقيد فيها التكبير بعد الصلوات.

عباد الله: ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشـر الأضاحي فهي ما شرع الله ذبحه في يوم النحر لعموم المسلمين. وجمهور أهل العلم على أن الأضحية مستحبة وليست بواجبة. فينبغي لمن قدر عليها أن يحرص على فعلها. ومن أراد الأضحية ودخلت عليه العشـر فلا يأخذ شيئاً من شعره ولا أظفاره فإن نسـي فليس عليه شيء وإن تعمد استغفر وتاب ولا يمنعه ذلك من ذبح أضحيته.

وللهدي والأضاحي أحكام معلومة منها ما يتعلق بالسن ومنها ما يتعلق بالعيوب ومنها ما يتعلق بالأفضل ومنها ما يتعلق بكيفية العمل بها بعد الذبح فعلى المضحي أن يراعي ذلك كله فلا يضحي بما كان عمره دون السن المحددة شرعاً ولا يضحي بما فيه عيب يمنع من قبولها ولا ينبغي أن تهمل الصفات المستحبة بخلاً بالمال فإنه عمل صلح يقدمه المرء لنفسه ثم يلاقيه أحوج ما يكون إليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.  عباد الله : احذروا ذبح الأضاحي قبل نهاية صلاة العيد تحججا بالازدحام عند المسالخ وغيره فإن الأضحية عبادة لها شروط، فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في الأعمال الصالحة واغتنموا العمر قبل فواته واستغلوا المواسم الفاضلة فإن أحدنا لا يدري أيدركها بعد عامه هذا أم لا؟

 أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر لله على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:

عباد الله: مع حلول مواسم الطاعات وإقبال النفوس على فعل العبادات فإنه جدير أن يذكر المؤمنين والمؤمنات بأهمية بناء تلك القربات على عقيدة سليمة من الشرك والمحدثات والبدع والضلالات فإن أهل البدع والضلالات من الخوارج والفرق الضالة عموما لم تنفعهم كثرة عباداتهم ولم يزكهم حرصهم على الأعمال الصالحات حين فسدت عقائدهم ببعض الشبهات، فقال النبي ص ما قال فيهم من الذم والتحذير في نصوص كثيرات،  فعليكم بالتمسك بالسنة وعقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أئمة الهدى والدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذِلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداءك أعداء الدين اللهم من أراد بلادنا هذه وبلاد المسلمين عامة بسوء فاللهم أشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره واجعل دائرة السوء عليه يا قوي يا عزيز.

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين وولي عهده ووزراءه وأعوانه لما تحبه وترضى واجعل عملهم في رضاك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة وأصلحنا جميعا رعاة ورعية.

اللهم انصر جنودنا المرابطين على الثغور وفي كل الميادين اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم وحقق فيهم أسباب نصرك المبين يا ذا الفضل العظيم اللهم تقبل من مات منهم في الشهداء وداو من تأذى منهم وردهم إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين ولا تحرمنا وإياهم الأجر يا أرحم الراحمين.

اللهم عليك بالرافضة والحوثيين والإخوان والليبراليين وكل منحرف عن الدين ذات الشمال وذا اليمين.

اللهم أحينا على التوحيد والسنة مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا محرومين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

٢٩ ذو القعدة ١٤٤٢هـ

هاشم المطيري

لتحميل الخطبة ملف PDF إضغط هنا

لتحميل الخطبة ملف MP3 إضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.