التصنيفات
خطب الجمعة

الدعاء – هاشم المطيري #الجمعة

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون]الآية
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ] سورة النساء آية ١.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] سورة الأحزاب، الآيتين : ٧٠-٧١.


عباد الله
قال تعالى ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ” الآية وقال تعالى ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” الآية وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين ” تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” الآية وقال سبحانه” قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ “الآية وقال سبحانه على لسان ابراهيم عليه الصلاة والسلام” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ “الآية وقال سبحانه” وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ “الآية
الدعاء يا عباد الله من أعظم العبادات والقربات إلى الله بل الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث ولو تفكرتم في جميع العبادات التي شرعها الله فإن الدعاء يتخللها كلها وهي ما بين دعاء تناء وحمد وتمجيد لله سبحانه وتعالى أو دعاء مغفرة وتوبة أو دعاء نجاة في الدنيا والآخرة أو تحقيق حاجات الدنيا والآخرة. فالمسلم يستفتح صلاته بدعاء الاستفتاح ثم الفاتحة فيمجد الله ويثني عليه ويدعوه الإعانة على العبادة إياك نعبد واياك نستعين وكذلك في الركوع والرفع منه والسجود وهو أحرى مواطن إجابة الدعاء لحديث النبي ص إلى آخر الصلاة وقل ذلك في الحج دعاء في الطواف والسعي وبين الجمرات وفي عرفة الخ ودعاء آخر صلاة القيام في الوتر ودعاء بعد ختم القرآن الكريم وهكذا
عباد الله إن الدعاء عبادة لها صفة مخصوصة وسنن مثلها مثل العبادات الأخرى يدخلها التقصير والابتداع لذلك يجب على المسلم تعلم عبادة الدعاء والتفقه فيها فإن بين المرء وسعادته في الدنيا والآخرة دعوة مستجابة فكيف نحقق دعوة مستجابة يا عباد الله إن ذلك لا يكون بالتمني والاستحسان ولا بالبدع والمحدثات لذلك احرصوا على تعلم صفة الدعاء المستجاب كي تفلحوا وتنجوا وتسعدوا في دنياكم وأخراكم.
عباد الله للدعاء سنن وصفات من حرص عليها كان دعاؤه أحرى بالإجابة وأعظم أجرا عند الله وقربى له يوم القيامة ومن تلك السنن
الطهارة واستقبال القبلة ورفع اليدين بالدعاء والبدء بالثناء على الله وحمده والصلاة على رسوله وعبده ودعاء الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأن يتحرى الداعي مواطن إجابة الدعاء مثل آخر ساعة من نهار الجمعة والثلث الأخير من الليل وأثناء السجود وبعد انتهاء الصلاة وبعد إيتاء الزكاة والصدقة وأثناء الأذان ونزول المطر. وقبل ذلك كله أن يستحضر الداعي ويعتقد حسن الظن بالله وأنه كريم جواد رحيم منان لا تنقص خزائنه ما أعطى ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء على كل شيء قدير.
ثم يستحضر أنه يمارس عبادة عظيمة وليست مجرد حالة طلب حاجة يريدها فعلى الداعي أن يظهر في دعائه التضرع لله والتذلل له سبحانه وأنه فقير إلى الله محتاج وأن الله خلقه من نطفة وأجرى له نفسه وحفظه وأن ما به نعم ظاهرة وباطنة كلها من الله فلا يستعظم حاجته على الله الذي خلقه فسواه فعدله.
عباد الله
ان الناس قد أدخلوا على عبادة الدعاء العظيمة أمورا ليست منها فأفسدوها وابتدعوا فيها وأحدثوا أشياء استحسنوها ما انزل الله بها من سلطان ولم يقيموا عليها حجة ولا برهان ومن تلك المخالفات التي تمنع إجابة الدعاء بل يأثم من يفعلها لإحداثه في هذه العبادة ما ليس منها ما يلي
التغني بالدعاء وترتيله كما يرتل القرآن ومشابهة الرافضة والصوفية والرهبان في ذلك وهذا لا يكاد يسلم منه احد في هذا الزمان الا من رحمه الله ووفقه
الدعاء الجماعي كما تفعل الرافضة والصوفية
التنطع وتكلف السجع والعبارات في الدعاء حتى أصبحت هذه العبادة وكأنها قصيدة مقفاة موزونة كما أن التفصيل المتكلف يفسد الدعاء فضلا عن الأدعية التي يؤلفها الناس الآن فيضعونها في حالات الجوال المتنوعة وفيها من الأخطاء العقيدة والمخالفات الشرعية ما الله به عليم ولا غرابة في ذلك فإن الجهل يفعل بصاحبه أكثر من ذلك ولو اكتفى بدعاء الله فيما بينه وبين ربه ولم يظهر عبادته للناس كان أحرى بالإخلاص وأبعد عن الرياء والسمعة فإذا أراد تعليم الناس الدعاء وضع الأدعية النبوية الثابتة عن النبي ص. وكفى.
عباد الله : انتهوا عن العبث بهذه العبادة العظيمة وامنعوا من تحت ولايتكم من النسوان والصبيان من العبث بها فإن الله سائلكم وكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته
تعلموا عبادة الدعاء كما تعلمتم عبادة الصلاة والتزموا سنتها وابتعدوا عن بدعها وما أحدثه الناس واستحسنوه بآرائهم واتقوا الله الذي إليه ترجعون
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي لرضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه واخوانه، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله اتقوه حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا انكم غدا بين يدين الله موقوفون وعلى زلاتكم وتفريطكم نادمون وسيعلم الذين ظلموا اي نقلب تنقلبون.
خذوا من دنياكم لآخرتكم ومن شبابكم لهرمكم ومن صحتكم لسقمكم؛ فإن اليوم عمل وغدا حساب ولا عمل.
عباد الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك و رسولك محمد، وارض اللهم عن اصحابه واتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، واعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اعز الإسلام والمسلمين، واذل اللهم الشرك والمشركين ودمر اعدائك اعداء الدين.
اللهم من أراد بلادنا بسوء وبلاد المسلمين كافة فاللهم اشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره واجعل دائرة السوء عليه ياقوي ياعزيز. اللهم وفق إمامنا خام الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة، واصلحنا جميعا رعاة ورعية، وخذ بنواصينا بالبر والتقوى. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الثغور وفي كل الميادين، اللهم ايدهم بتاييدك وانصرهم بنصرك ياقوي ياعزيز، تقبل من مات منهم في الشهداء وداوئ جرحاهم، وردهم إلى اهلهم وذويهم سالمين، ولا تحرمنا وإياهم الاجر يا أرحم الراحمين.
اللهم عليك بكل منحرف عن الدين ذات الشمال وذات اليمين اللهم عليك بالرافضة والحوثيين والاخوان المسلمين والتبليغيين والعلمانيين وااليبراليين اللهم إنهم أضلوا عبادك وفتنوهم وحرفوا دينك وأكثروا في الأرض الفساد اللهم اكفناهم بما شئت يا قوي يا عزيز واجعل تبيرهم في تدميرهم وانصر عبادك أهل السنة والجماعة السلفيين الذي اتبعوا رسولك الأمين وصحابته الميامين وتمسكوا بالسنة فلم يخالفوها والتزموا الجماعة ولم ينشقوا عنها.
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا محرومين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
هاشم المطيري
٣٠ ربيع الأول 1443هـ

لتحميل الخطبة ملف PDF إضغط هنا

لتحميل الخطبة ملف MP3 إضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.