التصنيفات
خطب الجمعة

حال السلف مع القرآن في رمضان – هاشم المطيري #الجمعة

تجد في نهاية الخطبة رابط تحميل الخطبة ملف PDF وملف صوتي MP3

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون]الآية
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ] سورة النساء آية ١.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] سورة الأحزاب، الآيتين : ٧٠-٧١. أما بعد
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة
عباد الله: قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” الآية.
عباد الله: إن من تمام اتباع سبيل المؤمنين معرفة حالهم في مواسم الخيرات والوقوف على فهمهم في تطبيق الأوامر الشرعية عمليا وفي كل الحالات ومن ذلك كيفية اغتنام البر وفضائل العبادات وكيفية ترتيب القيام بالطاعات بحسب ما يقترن بها من الأماكن الفاضلة أو الأوقات؛ فكانوا أهل تدبر للآيات من كتاب الله، وأهل تطبيق لما يمرون عليه من أحكام، ومع ذلك فقد ثبت عن جمع غفير تقديمهم لكثرة ختم القرآن الكريم على تدبره في شهر رمضان المبارك، فكانوا يختمون القرآن الكريم تلاوة في كل يوم من شهر رمضان، بل كان بعضهم يختم في اليوم مرتين ختمة في الليل وختمة في النهار كما ثبت عن الإمام الشافعي رحمه الله وغيره كثير، بل يوجد إلى يومنا هذا كثير من المسلمين ممن تفضل الله عليهم بحسن فهم في عبادة الله من يفعل ذلك ولا غرابة فإن الخير في هذه الأمة باق إلى قيام الساعة.



عباد الله: إن المفضول من العبادات قد يقدم على الفاضل في أصل العبادة لسبب اقترن به من اصطفاء مكان أو زمان؛ فإن تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل أفضل من صلاتها في أول الليل وهذا هو الأصل لكن قد يحتف بهذا الأصل ما يجعل أداء صلاة الوتر أول وقت الليل أفضل مثل من كان في الحرم وأراد السفر والخروج منه، فإنه يغتنم وجوده في الحرم رجاء مضاعفة الصلوات فيه.
كذلك تلاوة القرآن الكريم فعلى الأصل في هذه العبادة العظيمة تدبر الآيات وعدم العجلة في تلاوته، لكن هذا الأصل قد يحتف به زمان فاضل مثل شهر رمضان وقد ثبت فيه أن السلف يكثرون من ختم القرآن؛ فيصبح التدبر مفضولا والأفضل هو تلاوته من غير توقف وتدبر ونظر في تفسير الآيات وسبب نزولها كي يغتنم القارئ فضل كثرة ختم القرآن كما كان يفعل السلف، اسأل الله من فضله لي ولكم.
عباد الله: لتلاوة القرآن الكريم ركن أساس لا تعتبر التلاوة من غيره تلاوة وهو إسماع القارئ لنفسه بصوت، حكى على ذلك الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية والبيهقي والنواوي رحمهم الله وغيرهم. فاحذروا عباد الله من ضياع أوقاتكم في مجرد تقليب النظر في صفحات القرآن أو بمجرد تحريك الشفتين من غير صوت مسموع أو ما يسمونه قراءة الصحف الصامتة؛ فان تلاوة القرآن عبادة لها صفات معلومة ويدخلها ما يدخل عموم العبادات من تقصير وزيادة وتحريف.
ومن سنن تلاوة القرآن الكريم لمن أراد زيادة في الأجر والثواب هو استقبال القبلة والتلاوة على طهارة واعلموا أنه لا يجوز مس المصحف من غير طهارة بخلاف الأجهزة المحمولة التي تعرض صفحات القرآن لكن التلاوة من المصحف أفضل وفي كل خير.
وسجود التلاوة يحتاج لطهارة واستقبال للقبلة، كما ثبت عن السلف الاجتماع عند ختم القرآن تحريا للفضل العظيم في ذلك الوقت لمن جلس مع صاحب الختمة في وقتها. فيشرع للمسلم أن يجمع أهله ومن في بيته عند ختمه للقرآن ليشهدوا الخير معه كما ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته التالينه حق تلاوته.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا غداً انكم بين يدي الله موقوفون وعلى زلاتكم وتفريطكم نادمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
عباد الله: اعلموا رحمني الله وإياكم أن الذنوب تحرم صاحبها فضائل العبادات وتصرفه عن اغتنام البر في الطاعات ونحن مقبلون على شهر عظيم تتضاعف في العبادات عموما ثبت عن الزهري رحمه الله أنه قال تسبيحة في رمضان عن ألف تسبيحة فيما سواه. وهكذا في باقي العبادات؛ فتوبوا إلى الله توبة نصوحا واقلعوا عن المعاصي عموما كبيرها وصغيرها قال ابن مسعود رضي الله عنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار. فاحذروا الإصرار على صغار المعاصي.
صلوا أرحامكم وتصدقوا على أقاربكم وردوا المظالم إلى أهلها قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار وإنما هي حسنات وسيئات وجنة ونار.
ثم احذروا من موانع استجابة الدعاء وأخطرها أكل المال الحرام سواء حيلة او سرقة أو خيانة او اغتصابا او ربا او رشوة أو هدايا الموظفين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل اللهم الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين اللهم آمِنا بدورنا وأصلح اللهم أئمتنا ووُلاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم من أراد بلادنا هذه بسوء أو بلاد المسلمين كافة فأشغله في نفسه واجعل دائرة السوء عليه واجعل تدبيره في تدميره يا قوي يا عزيز.
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه اللهم اجعل عمله في رضاك وارزقه البطانة الصالحة الناصحة واصلحنا جميعا رعاة ورعية
اللهم انصر جنودنا المدافعين عن هذا البلد الأمين على الثغور وفي كل مكان ومجال، اللهم انصرهم بنصرك وأيدهم بتأييدك وكن لهم ولا تكن عليهم، تقبل من مات منهم في الشهداء وداو من تأذى لتكون كلمتك هي العليا، ورد من جاهد أعدائك من الرافضة الحوثيين إلى أهلهم وذويهم سالمين غانمين ولا تحرمنا وإياهم الأجر يا أرحم الراحمين.
. وقوموا إلى صلاتكم
٢٩ شعبان ١٤٤٣هـ.
هاشم المطيري

لتحميل الخطبة ملف PDF اضغط هنا

بواسطة هاشم المطيري

المشرف على موقع البيعة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة
داعية وخطيب جمعة ومهتم بالأمن الفكري وتوعية المجتمع.